(فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ) يعنى سيل الماء (زَبَداً رابِياً) يعنى عاليا (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ) أيضا (ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ) يعنى الذهب ، والفضة ثم قال : (أَوْ مَتاعٍ) يعنى المشبه (١) ، والصفر ، والحديد ، والرصاص ، له أيضا (زَبَدٌ مِثْلُهُ) فالسيل زبد لا ينتفع به ، والحلي ، والمتاع له أيضا زبد ، إذا أدخل النار أخرج خبثه ، ولا ينتفع به ، والحلي ، والمتاع له أيضا زبد ، إذا أدخل النار أخرج خبثه ، ولا ينتفع به ، والذهب والفضة والمتاع ينتفع به ، ومثل الماء مثل القرآن وهو الحق ، ومثل الأودية مثل القلوب ، ومثل السيل مثل الأهواء. فمثل الماء ، والحلي ، والمتاع ، الذي ينتفع به مثل الحق الذي فى القرآن ، ومثل زبد الماء ، وحيث المتاع ، الذي لا ينتفع به مثل الباطل فكما ينتفع بالماء وما خلص من الحلي والمتاع الذي ينتفع به أهله فى الدنيا فكذلك الحق ينتفع به أهله فى الآخرة. وكما لا ينتفع بالزبد وخبث الحلي والمتاع أهله فى الدنيا فكذلك الباطل لا ينتفع أهله فى الآخرة (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) يعنى يابسا لا ينتفع به الناس كما لا ينتفع بالسيل (وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فيستقون ويزرعون عليه وينتفعون به يقول : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) ـ ١٧ ـ يعنى الأشباه فهذه الثلاثة الأمثال ضربها (٢) الله فى مثل واحد (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى) لهم فى الآخرة وهي الجنة (وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ) [١٨٩ أ] بالإيمان وهم الكفار (لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ) فقدروا على أن يفتدوا به أنفسهم من العذاب (لَافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ) يعنى شدة الحساب حين لا يتجاوز عن شيء من ذنوبهم (وَمَأْواهُمْ) يعنى مصيرهم
__________________
(١) هكذا فى : أ ، ل. ولعل المراد ما يشبه الحلية.
(٢) هكذا فى : أ ، ل. والأولى فهذه الأمثال الثلاثة أو ثلاثة الأمثال.