(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) يعنى لئن وحدتم الله ـ عزوجل ـ كقوله سبحانه : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١) يعنى الموحدين ، لأزيدنكم خيرا فى الدنيا (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ) بتوحيد الله (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) ـ ٧ ـ لمن كفر بالله ـ عزوجل ـ فى الآخرة (وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌ) عن عبادة خلقه (حَمِيدٌ) ـ ٨ ـ عن خلقه فى سلطانه ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لئلا يكذبوا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال سبحانه : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا) يعنى حديث (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من الأمم حديث (قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) من الأمم التي عذبت عاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وغيرهم (لا يَعْلَمُهُمْ) يعنى لا يعلم عدتهم أحد (إِلَّا اللهُ) ـ عزوجل ـ (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعنى أخبرت الرسل قومهم بنزول العذاب بهم نظيرها فى الروم «وجاءتهم رسلهم بالبينات» (٢) يعنى بنزول العذاب بهم فى الدنيا (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) يقول وضع الكفار أيديهم فى أفواههم ، ثم (٣) قالوا للرسل : اسكتوا فإنكم كذبة يعنون الرسل وأن العذاب ليس بنازل بنا فى الدنيا (وَقالُوا) للرسل : (إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) يعنى بالتوحيد (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) ـ ٩ ـ يعنى بالريبة أنهم لا يعرفون شكهم (قالَتْ) لهم (رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌ) يقول أفي التوحيد لله شك (فاطِرِ) يعنى خالق (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ) إلى معرفته (لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) والمن هاهنا
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٤٤.
(٢) سورة الروم : ٩.
(٣) ثم : ساقطة من أ ، وهي من ل.