يعنى إلى الرسل (لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) ـ ١٣ ـ يعنى المشركين فى الدنيا ولننصرنكم يعنى (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ) يعنى هلاكهم (ذلِكَ) الإنسان فى الدنيا (لِمَنْ خافَ مَقامِي) يعنى مقام ربه ـ عزوجل ـ فى الآخرة (وَ) لمن (خافَ وَعِيدِ) ـ ١٤ ـ فى الآخرة. (وَاسْتَفْتَحُوا) يعنى دعوا ربهم واستنصروا وذلك أن الرسل أنذروا قومهم العذاب فى الدنيا فردوا عليهم أنكم كذبة. ثم قالوا : اللهم إن كانت رسلنا صادقين فعذبنا ، فذلك قوله تعالى : «فائننا بما تعدنا إن كنت من الصادقين» (١) فذلك قوله سبحانه : «واستفتحوا» يعنى مشركي مكة وفيهم أبو جهل يعنى ودعوا ربهم يقول الله ـ تعالى ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) ـ ١٥ ـ يعنى وخسر عند نزول العذاب كل متكبر عن توحيد الله ـ عزوجل ـ نزلت فى أبى جهل «عنيد» يعنى معرض عن الإيمان مجانبا له. ثم قال لهذا الجبار وهو فى الدنيا : (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) من بعدهم يعنى من بعد موته (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) ـ ١٦ ـ يعنى خليطة القيح والدم الذي يخرج من أجداث الكفار يسقى الأشقياء (٢) (يَتَجَرَّعُهُ) تجرعا (وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) البتة نظيرها «إذا أخرج يده لم يكد يراه» (٣) يقول لا يراها البتة (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ) فى النار (مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ) هذا يعنى ومن بعد إحدى وعشرين ألف سنة يفتح عليهم باب يقال له الهيهات فتأكل ناره نار جهنم ، وأهلها ، كما تأكل نار الدنيا القطن المندوف ويأتيه الموت فى النار من كل
__________________
(١) سورة الأعراف : ٧٠ ، وسورة هود : ٣٢ ، وسورة الأحقاف : ٢٢.
(٢) هكذا فى أ ، ل.
(٣) سورة النور : ٤٠.
تفسير مقاتل ـ ٢٦