فيذبحه جبريل بين الجنة والنار ، وهم ينظرون إليه فيقال لأهل الجنة خلود فلا موت فيها (١). ولأهل النار خلود فلا موت فيها (٢) ، فلو لا ما قضى الله ـ عزوجل ـ على أهل النار من تعمير (٣) أرواحهم فى أبدانهم لماتوا من الحسرة ـ ثم قال سبحانه : (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) يعنى إذا قضى العذاب (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) اليوم (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٣٩ ـ يعنى لا يصدقون بما يكون فى الآخرة (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) يعنى نميتهم ويبقى الرب ـ جل جلاله ـ ونرث أهل السماء وأهل الأرض ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) ـ ٤٠ ـ يعنى فى الآخرة بعد الموت (وَاذْكُرْ) يا محمد لأهل مكة (فِي الْكِتابِ) يعنى فى القرآن أمر (إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً) يعنى مؤمنا بالله تعالى (نَبِيًّا) ـ ٤١ ـ مثل قوله سبحانه : (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) (٤) يعنى مؤمنة (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) آزر (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ) الصوت (وَلا يُبْصِرُ) شيئا يعنى الأصنام (وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) ـ ٤٢ ـ فى الآخرة (يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ) يعنى البيان (ما لَمْ يَأْتِكَ) يعنى ما يكون من بعد الموت (فَاتَّبِعْنِي) على ديني (أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا) ـ ٤٣ ـ يعنى طريقا عدلا يعنى دين الإسلام (يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) يعنى لا تطع (٥) الشيطان فى العبادة (إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا) ـ ٤٤ ـ يعنى عاصيا ملعونا (يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ) يعنى أن يصيبك (عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ) فى الآخرة
__________________
(١) فيها : ساقطة من أ ، ومن حميدية ، وهي فى ل.
(٢) فى ل : خلود لا موت فيها ، ا ، ح : فلا موت فيها.
(٣) فى أ : تغميم ، ل : تعمير.
(٤) سورة المائدة : ٧٥.
(٥) فى أ : لا تطبع ، ل : لا تطع.