قالوا الملائكة بنات الرحمن ـ عزوجل ـ (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ) يعنى مما قالوا إن الملائكة بنات الرحمن (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) من أطرفها (وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) ـ ٩٠ ـ يعنى وقعا (١) وإنما ذكر السموات ، والأرض ، والجبال لعظمهن وشدتهن ، مما قالوا من البهتان (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) ـ ٩١ ـ أن قالوا للرحمن ولدا (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) ـ ٩٢ ـ (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الملائكة وغيرهم وعزير ، وعيسى ، ومريم ، وغيرهم فهؤلاء فى الأرض (إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) ـ ٩٣ ـ يقول إلا وهو مقر له بالعبودية (لَقَدْ أَحْصاهُمْ) يقول أحصى أسماءهم فى اللوح المحفوظ (وَعَدَّهُمْ عَدًّا) ـ ٩٤ ـ يقول ـ سبحانه ـ علم عددهم (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) يقول وكل من فيهما (٢) جائية فى الآخرة (يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) ـ ٩٥ ـ يعنى وحده ليس معه من دنياه شيء (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ـ ٩٦ ـ يقول يجعل محبتهم فى قلوب المؤمنين فيحبونهم (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) يقول فإنما بيناه على لسانك يا محمد يعنى القرآن (لِتُبَشِّرَ بِهِ) يعنى بما فى القرآن (الْمُتَّقِينَ) الشرك يعنى الموحدين (وَتُنْذِرَ بِهِ) يعنى بما فى القرآن من الوعيد (قَوْماً لُدًّا) ـ ٩٧ ـ يعنى جدلاء خصماء بالبطل نظيرها فى البقرة (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) (٣) يعنى جدلا خصما بالباطل : الأخنس بن شريق ثم خوف كفار مكة فقال ـ سبحانه ـ :
__________________
(١) فى أ ، ل : وقعا. والأنسب : وقوعا.
(٢) فى أ ، ل : فيها.
(٣) سورة البقرة : ٢٠٤ وتمامها : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ).