كما يقول كفار مكة (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ) نزلت فى عقبة بن أبى معيط ، والحارث بن قيس ، وأبى جهل بن هشام ، والنضر بن الحارث ، والمطعم ابن عدى بن نوفل بن عبد مناف ، قالوا : إن محمدا شاعر فنتربص به (رَيْبَ الْمَنُونِ) ـ ٣٠ ـ يعنى حوادث الموت ، قالوا توفى أبو النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عبد الله بن عبد المطلب وهو شاب ، ونحن نرجو من اللات والعزى أن تميت محمدا شابا كما مات أبوه ، يعنى بريب المنون حوادث الموت يقول الله ـ تعالى ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (قُلْ تَرَبَّصُوا) بمحمد الموت (فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) ـ ٣١ ـ بكم العذاب فقتلهم الله ببدر (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ) (١) يقول أتأمرهم أحلامهم (بِهذا) «والميم» هاهنا صلة بأنه شاعر مجنون كاهن يقول الله ـ تعالى ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «فاستفتهم «هل» (٢) تدلهم أحلامهم وعقولهم على هذا القول أنه شاعر مجنون كاهن (٣)» (أَمْ هُمْ) بل هم (قَوْمٌ طاغُونَ) ـ ٣٢ ـ يعنى عاصين (أَمْ يَقُولُونَ) يعنى أيقولون إن محمدا (تَقَوَّلَهُ) (٤) تقول هذا القرآن من تلقاء نفسه اختلقه (بَلْ لا «يُؤْمِنُونَ») (٥) ـ ٣٣ ـ يعنى لا يصدقون بالقرآن (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) يعنى من تلقاء أنفسهم مثل هذا القرآن كما جاء به محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لقولهم إن محمدا تقوله (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) ـ ٣٤ ـ بأن محمدا تقوله (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) يقول أكانوا خلقوا من غير شيء (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) ـ ٣٥ ـ يعنى أم هم خلقوا
__________________
(١) يقصد الميم فى قوله : «أم تأمرهم» يعنى أتأمرهم.
(٢) «هل» : زيادة اقتضاها السياق ليست بالأصل.
(٣) فى أ ، ف : «فاستفتهم أحلامهم وعقولهم تدلهم على هذا القول أنه شاعر مجنون».
(٤) فى أ : «تقول».
(٥) فى أ : «يوقنون».