الخلق (أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) يعنى أخلقوا السموات والأرض؟ ثم قال : (بَلْ) ذلك خلقهم فى الإضمار بل (لا يُوقِنُونَ) ـ ٣٦ ـ بتوحيد الله الذي خلقهما أنه واحد لا شريك له (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ) يعنى أعندهم خزائن (رَبِّكَ) يعنى أعندهم خزائن ربك يقول أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا ، يقول ولكن الله يختار لها من يشاء من عباده ، لقولهم (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا ...) (١) فأنزل الله ـ تعالى ـ (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) ـ ٣٧ ـ يعنى أم هم المسيطرون على الناس فيجبرونهم على ما شاءوا ويمنعونهم عما شاءوا (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) يعنى ألهم سلم [١٧٢ ب] إلى السماء يصعدون فيه ، يعنى عليه ، مثل قوله : (... لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ...) (٢) يعنى على جذوع النخل ، فيستمعون الوحى من الله ـ تعالى ـ إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ) يعنى صاحبهم الذي يستمع الوحى (بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) ـ ٣٨ ـ يعنى بحجة بينة بأنه يقدر على أن يسمع الوحى من الله ـ تعالى ـ (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) ـ ٣٩ ـ وذلك أنهم قالوا «الملائكة» (٣) بنات الله ، فقال الله ـ تعالى ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الصافات «فاستفتهم» يعنى سلهم (أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) (٤) [فسألهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى هذه السورة (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) (٥) وفى النجم
__________________
(١) سورة ص : ٨.
(٢) سورة طه : ٧١ وتمامها : (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى).
(٣) فى أ : «الملائكة» ، وفى ف : «الملائكة».
(٤) سورة الصافات : ١٤٩.
(٥) سورة الطور : ٣٩.