إسرافيل ينفخ الثانية «قائما (١)» على صخرة بيت المقدس (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) ـ ٦ ـ يعنى إلى أمر فظيع (خُشَّعاً) (٢) يعنى ذليلة خافضة (أَبْصارُهُمْ) عند معاينة النار (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) يعنى القبور (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) ـ ٧ ـ حين انتشر من معدنه فشبه الناس بالجراد إذا خرجوا من قبورهم (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) يعنى مقبلين سراعا إذا خرجوا من القبور إلى صوت إسرافيل القائم على الصخرة التي ببيت المقدس ، فيهون على المؤمنين الحشر ، كأدنى صلاتهم ، والكفار يكبون على وجوههم ، فلا يقومون مقاما ، ولا يخرجون مخرجا إلا عسر عليهم فى كل موطن شدة ومشقة ، فذلك قوله : (يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) ـ ٨ ـ (كَذَّبَتْ «قَبْلَهُمْ») (٣) قبل أهل مكة (قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا) نوحا [١٧٦ أ] (وَقالُوا) لنوح : (مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) ـ ٩ ـ يعنى استطار القلب منه وأوعدوه بالقتل وضربوه (فَدَعا رَبَّهُ «أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ») (٤) ـ ١٠ ـ بعد ما كان يضرب فى كل يوم مرتين حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
قال أبو محمد : قال أبو العباس : «وازدجر» : دفع عما أراد منهم. فأجابه الله ـ تعالى ـ (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ) أربعين يوما (بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) ـ ١١ ـ يعنى منصب كثير (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ) أربعين يوما (عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) ـ ١٢ ـ وذلك أن ماء السماء وماء الأرض قدر الله
__________________
(١) فى أ ، ف : «قائم».
(٢) فى أ : «خاشعا».
(٣) فى أ : «قبل».
(٤) (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) : ساقط من أ ، ف.