(فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ـ ١٥ ـ يقول هل من يتذكر؟ فيعلم أن ذلك حق فيعتبر ويخاف عقوبة الله ـ تعالى ـ (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (١) ـ ١٦ ـ (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا) يقول هونا (الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) يعنى ليتذكروا فيه (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ـ ١٧ ـ يعنى فيتذكر فيه ولو لا أن الله ـ تعالى ـ يسر القرآن للذكر ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله ـ تعالى ـ ولكن الله ـ تعالى ـ يسره على خلقه فيقرءونه على كل حال (كَذَّبَتْ عادٌ) هودا بالعذاب (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) ـ ١٨ ـ يقول الذي أنذر قومه «ألم يجدوه (٢)» حقا؟ ثم أخبر عن عذابهم فقال : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) يعنى باردة شديدة (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) يعنى شديد (مُسْتَمِرٍّ) ـ ١٩ ـ يقول استمرت عليهم الريح لا تفتر عنهم سبع ليال ، وثمانية أيام حسوما دائمة (تَنْزِعُ) الريح أرواح (النَّاسَ) من أجسادهم فتصرعهم ، ثم شبههم فقال : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) يعنى أصول النخل (مُنْقَعِرٍ) (٣) ـ ٢٠ ـ يقول «انعقرت» (٤) النخلة من أصلها فوقعت [١٧٦ ب] وهو «المنقطع (٥)».
__________________
(١) (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) ـ ٢١ ـ : ساقطة هي وتفسيرها من الأصول.
(٢) «ألم يجدوه» أنسب من «أليس وجدوه».
(٣) فى أ : (يكون «منعقر») ، فى ف : (يكون «منقعر»)
(٤) فى أ : «انعقرت» ، وفى ف : «انقرعت» ، وفى النسفي «انقلعت».
(٥) قال النسفي : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) أصول نخل منقلع عند مغارسه وشبهوا بأعجاز النخل لأن الريح كانت تقطع رءوسهم فتبقى أجسادا بلا رءوس فيتساقطون على الأرض أمواتا وهم جئت طوال كأنهم أعجاز نخل وهي أصولها بلا فروع وذكر صفة «تخل» على اللفظ ولو حملها على المعنى لأنث كما قال : (... كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) سورة الحاقة : ٧.