(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (الرَّحْمنُ) ـ ١ ـ وذلك أنه لما نزل (... اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ ...) (١) قال كفار مكة : (... وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا ...) (٢) فأنكروا الرحمن وقالوا : لا نعرف الرحمن ، فأخبر الله ـ تعالى ـ عن نفسه ، وذكر صنعه ليعرف ، فيوحد فقال : «الرحمن» الذي أنكروه هو الذي : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ـ ٢ ـ (خَلَقَ الْإِنْسانَ) ـ ٣ ـ يعنى آدم ـ عليهالسلام ـ (عَلَّمَهُ الْبَيانَ) ـ ٤ ـ يعنى بيان كل شيء (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) ـ ٥ ـ مطالعهما ومغاربهما ثمانين ومائة مطلع ، وثمانين ومائة مغرب «لتعلموا (٣)» بها عدد السنين والحساب ، ثم قال : (وَالنَّجْمُ) يعنى كل نبت ليس له ساق (وَالشَّجَرُ) كل نبت له ساق (يَسْجُدانِ) ـ ٦ ـ يعنى سجودهما ظلهما (٤) طرفي النهار حين نزول الشمس ، وعند طلوعها إذا تحول ظل الشجرة فهو سجودها ، ثم قال : (وَالسَّماءَ رَفَعَها) من الأرض «مسيرة (٥)» خمسمائة عام [١٧٨ أ] (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) ـ ٧ ـ الذي يزن به الناس وضعه الله عدلا بين الناس (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) ـ ٨ ـ
__________________
(١) سورة الفرقان : ٦٠.
(٢) سورة الفرقان : ٦٠.
(٣) فى أ : زيادة : «يعنى لتعلموا».
(٤) كذا فى أ ، ف ، والمراد سجود ظلهما.
(٥) «مسير» من ف ، وليست فى أ.