ونقصانه ، فذلك قوله : «... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ، وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ (١) ...» يعنى يسلط كل واحد منهما على صاحبه فى وقته حتى يصير الليل «خمس عشرة (٢)» ساعة والنهار تسع ساعات (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٦ ـ يعنى بما فيها من خير أو شر قوله [١٨٣ ب] : (آمِنُوا بِاللهِ) يعنى صدقوا بالله ، يعنى بتوحيد الله ـ تعالى ـ (وَرَسُولِهِ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَأَنْفِقُوا) فى سبيل الله يعنى فى طاعة الله ـ تعالى ـ (مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) من أموالكم التي «غيركم (٣)» الله فيها (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) ـ ٧ ـ يعنى جزاء حسنا فى الجنة ، ثم قال : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين (يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) يعنى يوم أخرجكم من صلب آدم ـ عليهالسلام ـ ، وأقروا له بالمعرفة والربوبية (إِنْ كُنْتُمْ) يعنى إذ كنتم (مُؤْمِنِينَ) ـ ٨ ـ (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (آياتٍ بَيِّناتٍ) يعنى القرآن بين ما فيه من أمره ونهيه (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعنى من الشرك إلى الإيمان (وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ـ ٩ ـ حين هداكم لدينه وبعث فيكم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأنزل عليكم كتابه ، ثم قال : (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) يعنى فى طاعة الله إن كنتم مؤمنين ، فأنفقوا فى سبيل الله فإن بخلتم فإن الله يرثكم ويرث أهل السموات والأرض ، فذلك قوله : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بفنون كلهم ، ويبقى الرب ـ تعالى ـ
__________________
(١) سورة الزمر : ٥.
(٢) فى أ : خمسة عشر.
(٣) فى أ : أعمركم ، ف : غيركم ، والمراد نقل المال من غيركم إليكم.