أرض الشام ، فهم الذين كنى الله عنهم ، فقال : (فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) يقول أعطينا الذين آمنوا (مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ) يعني صدقوا يعني جزاءهم وهو الجنة ، قال : (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) ـ ٢٧ ـ يعني الذين تهودوا ، وتنصروا فجعل الله ـ تعالى ـ لمن آمن بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من أهل الإنجيل أجرهم مرتين بإيمانهم بالكتاب الأول وكتاب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فافتخروا على أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بذلك ، فقالوا : نحن أفضل منكم فى الأجر لنا أجران بإيماننا بالكتاب الأول ، والكتاب الآخر الذي جاء به محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فشق على المسلمين ، فقالوا : ما بالنا قد هاجرنا مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وآمنا به قبلكم [١٨٦ أ] ، وغزونا معه وأنتم لم تغزوا فأنزل الله ـ تعالى ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) يعني وحدوا الله (وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) يقول صدقوا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه نبى رسول (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ) يعني أجرين (مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) يعني تمرون به على الصراط إلى الجنة نورا تهتدون به (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم (وَاللهُ غَفُورٌ) لذنوب المؤمنين (رَحِيمٌ) ـ ٢٨ ـ بهم (لِئَلَّا يَعْلَمَ) يعني لكيلا يعلم (أَهْلُ الْكِتابِ) يعني مؤمنى أهل الإنجيل «هؤلاء الأربعون رجلا» (١) (أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ) وهو الإسلام إلا برحمته (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ) الإسلام (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ـ ٢٩ ـ فأشرك المؤمنين فى الكفلين مع أهل الإنجيل.
__________________
(١) فى ف : «هؤلاء الأربعين رجلا» ، وفى أ : «هؤلاء الأربعون».