وداود ، وسليمان ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد ـ عليهمالسلام ـ ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والفرقان ، فهذه الكتب (فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) ـ ٢٦ ـ يعني عاصين (ثُمَّ قَفَّيْنا) يعني اتبعنا (عَلى آثارِهِمْ) من بعدهم يعني من بعد نوح وإبراهيم وذريتهما (بِرُسُلِنا) فى الأمم (وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) يقول وأتبعنا بعيسى بن مريم (وَآتَيْناهُ) يعني وأعطيناه (الْإِنْجِيلَ) فى بطن أمه (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) يعني اتبعوا عيسى (رَأْفَةً وَرَحْمَةً) يعني المودة كقوله «... رحماء بينهم ...» (١) يقول متوادين بعضهم لبعض جعل الله ذلك فى قلوب المؤمنين بعضهم لبعض ، ثم استأنف الكلام فقال : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) وذلك أنه لما كثر المشركون وهزموا المؤمنين وأذلوهم بعد عيسى بن مريم ، «واعتزلوا» (٢) واتخذوا الصوامع فطال عليهم ذلك ، فرجع بعضهم عن دين عيسى ـ عليهالسلام ـ وابتدعوا النصرانية ، فقال الله ـ عزوجل ـ ورهبانية ابتدعوها تبتلوا فيها للعبادة فى التقديم (ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) ولم نأمرهم بها (إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) (٣) (فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها) يقول لم يرعوا ما أمروا به يقول فما أطاعونى فيها ، ولا أحسنوا حين تهودوا وتنصروا ، وأقام أناس منهم على دين عيسى ـ عليهالسلام ـ حتى أدركوا محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فآمنوا به وهم أربعون رجلا ، «اثنان وثلاثون» (٤) رجلا من أرض الحبشة ، وثمانية من
__________________
(١) سورة الفتح : ٢٩.
(٢) فى ف : «واعتزلوا» فى الغيران».
(٣) (إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) ساقط من أ ، وفى ف : (إلا ابتغاء رضوان الله ما كتبناها عليهم) فخالف بين جزءي الآية.
(٤) فى أ : «اثنين وثلاثين» ، وفى ف : «اثنان وثلاثون».