(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ) يعني تكلمك (فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي) يعني وتضرع (إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) يعني خولة ، امرأة أوس بن الصامت ، والنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) تحاوركما (بَصِيرٌ) ـ ١ ـ وذلك أن خولة بنت ثعلبة بن مالك بن أحرم الأنصارى ، من بنى عمرو بن عوف بن الخزرج ، كانت حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة فى صلاتها ، فلما انصرفت أرادها زوجها فأبت عليه ، فغضب فقال : أنت على كظهر أمى ، واسمه أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت ابن قيس بن أحرم الأنصارى فأتت خولة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : إن زوجي ، يا رسول الله ، تزوجني وأنا شابة ، ذات مال ، وأهل ، حتى إذا أكل مالي ، وأفنى شبابي ، وكبرت سنى ، ووهن عظمى ، جعلني عليه كظهر أمه ، «ثم ندم» (١) ، فهل من شيء يجمعني وإياه ، فسكت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عنها ، وكان الظهار ، والإيلاء ، وعدد النجوم من طلاق الجاهلية ، فوقّت الله ـ تعالى ـ فى الإيلاء أربعة أشهر ، وجعل فى الظهار الكفارة ، ووقت من عدد النجوم ثلاث تطليقات ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ)
__________________
(١) فى أ : «فقد ندم».
تفسير مقاتل ج ٤ ـ م ١٧.