يعني الظهار والمنكر من القول «الذي لا يعرف» (١) (وَزُوراً) يعني كذبا (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ) [١٨٦ ب] حين لم يعاقبه (غَفُورٌ) ـ ٢ ـ له لتحريمه الحلال (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) يعني يعودون للجماع الذي حرموه على أنفسهم (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) يعني الجماع (ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) فوعظهم الله فى ذلك (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من الكفارة (خَبِيرٌ) ـ ٣ ـ به.
قال أبو محمد : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول : (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) يعني لنقض ما عقدوا من الحلف (فَمَنْ) (٢) (لَمْ يَجِدْ) التحرير (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) يعني الجماع (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) الصيام (فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) لكل مسكين نصف صاع حنطة (ذلِكَ) يعني هذا الذي ذكر من الكفارة (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ) يقول لكي تصدقوا بالله (وَرَسُولِهِ) إن الله قريب إذا دعوتموه فى أمر الظهار ، وتصدقوا محمدا ـ صلى الله عليه وس لم ـ فيما قال لكم من الكفارة حين جعل لكم مخرجا ، (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) يعني تصدقوا بالله ورسوله (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) يعني سنة الله وأمره فى كفارة الظهار ، فلما نزلت هذه الآية دعا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ زوجها ، فقال : ما حملك على ما قلت؟ قال : الشيطان. فهل لي من رجعة تجمعني وإياها؟ قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : نعم ، هل عندك تحرير رقبة؟ قال : لا ، إلا أن تحيط بمالي كله. قال : فتستطيع صوما فتصوم شهرين متتابعين؟ قال : يا رسول
__________________
(١) فى أ : «الذي لا يعرف» ، وفى ف : «إلى لا يفرق».
(٢) فى الأصل : «لمن» ، لكن الآية : «فمن».