الله ، إنى إذا لم آكل فى اليوم مرتين أو ثلاث مرات اشتد على وكل بصرى ، وكان ضرير البصر. قال : فهل عندك إطعام ستين مسكينا؟ قال : لا ، إلا بصلة منك وعون. فأعانه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «بخمسة عشر صاعا» (١) وجاء هو بمثل ذلك فتلك ثلاثون صاعا من تمر لكل مسكين نصف صاع ، ذلكم يعني أمر الكفارة توعظون به ، فوعظهم ـ الله تعالى ـ فى أمر الكفارة (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) يعني سنة الله (وَلِلْكافِرِينَ) من اليهود والنصارى (عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٤ ـ.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ) يعني يعادون الله (وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ) يعني أخزوا كما أخزى (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم الخالية (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ) يعني القرآن فيه البيان أمره ونهيه (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) ـ ٥ ـ نزلت فى اليهود والمنافقين «مهين» يعني الهوان ، قوله : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) الأولين والآخرين نزلت فى المنافقين فى أمر المناجاة (فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ) يقول حفظ الله أعمالهم الخبيثة ، ونسوا هم أعمالهم (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من أعمالهم (شَهِيدٌ) ـ ٦ ـ يعني شاهده ، قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [١٨٧ أ] يقول أحاط علمه بذلك كله (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) يعني نفر ثلاثة (إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) يعني علمه معهم إذا تناجوا (وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) يعني علمه معهم (وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ) يعني ولا أقل من ثلاث نفر وهما اثنان (وَلا أَكْثَرَ) من خمسة نفر (إِلَّا هُوَ) يعني إلا وعلمه
__________________
(١) فى أ : «بخمس عشرة صاعا» ، وهو خطأ ، والصواب ما ذكرته.