على كعب بن الأشرف. قالوا : يا محمد ، واعية على أثر واعية ، وباكية على أثر باكية ، ونائحة أعلى أثر نائحة. قال : نعم. قالوا : فذرنا نبكي شجونا ، ثم نأتمر لأمرك. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : اخرجوا من المدينة. قالوا : الموت أقرب إلينا من ذلك. فتنادوا الحرب ، واقتتلوا وكان المؤمنون إذا ظهروا على درب من دروبهم تأخروا إلى الذي يليه فنقبوه من دبره ، ثم حصنوها ويخرب المسلمون ما ظهروا عليه من نقض بيوتهم ، فيبنون «دوربا» (١) على أفواه الأزقة ، فذلك قوله : («يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ» فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) ـ ٢ ـ يعنى المؤمنين أهل البصيرة فى أمر الله ، وأمر النضير ، ثم قال : (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ) [١٨٩ ب] يعنى قضى الله ، نظيرها فى المجادلة «قوله» (٢) : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ ...) (٣) يعنى قضى الله (عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) من المدينة (لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) بالقتل بأيديكم (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) ـ ٣ ـ (ذلِكَ) الذي نزل بهم من الجلاء (بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) يعنى عادوا الله ورسوله (وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ) ورسوله يعنى ومن يعادى الله ورسوله (فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) ـ ٤ ـ إذا عاقب ، نظيرها فى هود (... لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي ...) (٤) يعنى عداوتي «... وليخزي الفاسقين» (٥) يعنى وليهن اليهود ، وذلك أن النبي
__________________
(١) فى أ : «نحوتا» ، وفى ف : «درربا».
(٢) فى أ : «قوله» ، وفى ف : «كقوله».
(٣) سورة المجادلة : ٢١ وتمامها (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
(٤) سورة هود : ٥٩ وفيها (وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ).
(٥) سورة الحشر : ٥.