ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمر بقطع ضرب من النخيل من أجود التمر يقال له اللين شديد الصفرة ترى النواة من اللحى (١) من أجود التمر بغيب فيه الضرس ، النخلة أحب إلى أحدهم من وصيف ، «فجزع» (٢) أعداء الله لما رأوا ذلك الضرب من النخيل يقطع. فقالوا : يا محمد ، أوجدت فيما أنزل الله عليك الفساد فى الأرض أو الإصلاح فى الأرض ، فأكثروا القول ووجد المسلمون ذمامة من قطعهم النخيل خشية أن يكون فسادا ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) وكانوا «قطعوا» (٣) أربع نخلات كرام عن أمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ غير العجوة (أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها) هو كله («فَبِإِذْنِ) (٤) (» اللهِ) يعنى بأمر الله (وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) ـ ٥ ـ لكي يخزى الفاسقين وهم اليهود بقطع النخل ، فكان قطع النخل ذلالهم وهوانا.
قال أبو محمد : قال الفراء : كل شيء من النخيل سوى العجوة فهو اللين.
قال أبو محمد : قال الفراء : حدثني حسان عن الكلبي ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس ، قال : أمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقطع النخل كله إلا العجوة ذلك اليوم فكل شيء سوى العجوة فهو اللين.
وقال أبو محمد : وقال أبو عبيدة : اللين ألوان النخل سوى العجوة والبرني ، واحدتها لينة.
__________________
(١) ترى النواة من ظاهر النمرة.
(٢) فى أ : «فجزعوا».
(٣) فى أ ، ف : «فقطعوا» ، والأنسب ما ذكرته.
(٤) فى الأصول : «بإذن» ، ولكن الآية : «فبإذن».