فلما «يأس» (١) اليهود أعداء الله من عون المنافقين رعبوا رعبا شديدا بعد قتال إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا الصلح فصالحهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على أن يؤمنهم على دمائهم وذراريهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يحملون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع «وتعيد» (٢) أموالهم «فيئا» (٣) للمسلمين ، فساروا قبل الشام إلى أذرعات وأريحا ، وكان ما تركوا من الأموال «فيئا» (٤) للمسلمين ، فسأل الناس النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الخمس كما خمس يوم بدر ، ووقع فى أنفسهم حين لم يخمس فأنزل الله ـ تعالى ـ (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) (٥) يعنى أموال بنى النضير (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ) يعنى على الفيء (مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) يعنى الإبل يقول لم تركبوا فرسا ، ولا بعيرا ، ولكن مشيتم مشيا حتى فتحتموها [١٩٠ أ] غير أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ركب حمارا له ، فذلك قوله : «(وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، يعنيهم» (٦) (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من النصر وفتحها (قَدِيرٌ) ـ ٦ ـ قوله : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) يعنى ، قريظة والنضير ، وخيبر ، وفدك ، وقريتي عرينة (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) يعنى قرابة
__________________
(١) فى أ ، ف : «أيس» ، وقد حدث فيها قلب مكاني من «يأس» ، وأخذت الأنسب «يأس».
(٢) فى أ : «وتعتد» وفى ، ف : «وتعيد».
(٣) فى أ ، ف : «فيء» ، وصوابها : «فيئا».
(٤) فى أ ، «فيء».
(٥) فى حاشية أ : «الذي فى الأصل هنا ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى يعنى أموال بنى النضير».
(٦) وفى البيضاوي : «(وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) بقذف الرعب فى قلوبهم».