النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) يعنى يكون المال دولة (بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) يعنى لئلا يغلب الأغنياء الفقراء على الفيء فيقسمونه بينهم ، فأعطى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الفيء للمهاجرين : ولم يعط الأنصار غير رجلين ، منهم سهل بن حنيف ، وسماك بن خرشة ، أعطاهما النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أرضا من أرض النضير ، وإنما سموا المهاجرين لأنهم هجروا المشركين وفارقوهم ، قوله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) يقول ما أعطاكم الرسول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الفيء (فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ) يخوفهم الله من المعاصي ، ثم خوفهم فقال : (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) ـ ٧ ـ إذا عاقب أهل المعاصي ، ثم ذكر الفيء فقال : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ) أخرجهم كفار مكة (يَبْتَغُونَ) يعنى يطلبون (فَضْلاً مِنَ اللهِ) يعنى رزقا من الله فى الجنة (وَرِضْواناً) يعنى رضى ربهم (وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ـ ٨ ـ فى إيمانهم وليسوا بكاذبين فى إيمانهم كالمنافقين ، ثم ذكر الأنصار فأثنى عليهم حين طابت أنفسهم عن الفيء ، إذ جعل «المهاجرين» (١) دونهم ، فقال : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ) يعنى «أوطنوا» (٢) دار المدينة من قبل هجرة المؤمنين ، إليهم بسنين ، ثم قال : (وَ) تبؤوا (الْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل هجرة المهاجرين ، ثم قال للأنصار : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) من المؤمنين (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ) يعنى قلوبهم (حاجَةً مِمَّا أُوتُوا) يعنى مما أعطى إخوانهم المهاجرين من الفيء
__________________
(١) فى الأصل : «المهاجرين».
(٢) فى أ : «وطنوا» ، وفى ف : «أوطنوا».