(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) يقول لا تضيق (وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) يعنى الفاقة فآثروا المهاجرين بالفيء على أنفسهم ، ثم قال : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) يعنى ومن يقيه الله حرص نفسه يعنى الأنصار حين طابت أنفسهم عن الفيء لإخوانهم (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ـ ٩ ـ فقد ذهب صنفان المهاجرون والأنصار وبقي صنف واحد وهم التابعون الذين دخلوا فى الإسلام إلى يوم القيامة (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) يعنى من بعد المهاجرين والأنصار فدخلوا فى الإسلام إلى يوم القيامة [١٩٠ ب] وهم التابعون (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) الماضين من المهاجرين والأنصار فهذا استغفار ، ثم قال التابعون : (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ـ ١٠ ـ.
وأنزل فى دس المنافقين إلى اليهود أنا معكم فى النصر والخروج فقال : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا) نزلت فى عبد الله بن نتيل ، وعبد الله بن أبى رافع ابن يزيد ، كلهم من الأنصار (يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ «الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ») (١) من اليهود منهم حيى بن أخطب ، وجدي وأبو ياسر ، ومالك ابن الضيف ، وأهل قريظة ، (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) (٢) لئن أخرجكم محمد من المدينة كما أخرج أهل النضير (لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً) يقول لا نطيع فى خذلانكم أحدا (أَبَداً) يعنى بأحد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وحده (وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) يعنى لنقاتلن معكم ، فكذبهم الله ـ تعالى ـ فقال :
__________________
(١) (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) : ساقطة من أ.
(٢) (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) : ساقط أ.