الأخلاق. ثم قال : (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) يعنى فى طاعة الله ـ تعالى ـ فيما نهى عنه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن النوح «وشد (١) الشعر» وتمزيق الثياب ، أو تخلو مع غريب فى حضر ، ولا تسافر فوق ثلاثة أيام إلا مع ذى محرم ونحو ذلك. قالت هند : ما جلسنا فى مجلسنا هذا ، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شيء فأقر النسوة بما أخذ عليهن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فذلك قوله : («فَبايِعْهُنَ (٢)» وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لما كان فى الشرك (رَحِيمٌ) ـ ١٢ ـ فيما بقي.
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) يعنى اليهود نزلت فى عبد الله بن أبى ، «ومالك (٣)» بن «دخشم (٤)» كانت اليهود زينوا لهم ترك الإسلام فكان أناس من فقراء المسلمين يخبرون اليهود عن أخبار المسلمين «ليتواصلوا» (٥) بذلك «فيصيبون (٦)» من ثمارهم وطعامهم ، فنهى الله ـ عزوجل ـ عن ذلك ، ثم قال : (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) يعنى اليهود (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) ـ ١٣ ـ وذلك أن الكافر إذا دخل قبره أتاه ملك شديد الانتهار ، فأجلسه ثم يسأله : من ربك؟ وما دينك؟ ومن رسولك؟
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق ، وفى أ ، ف : والشعر ولا يحمل إلا على معنى وإنشاد الشعر ، أى أى المهيج للحزن لكن يبعده ما جاء بعد ، من قوله : وتمزيق الثياب.
(٢) «فبايعهنّ» : ليست فى أ.
(٣) فى أ : «وملك» ، وفى ف : «ومالك».
(٤) فى أ : «جعشم» ، وفى ف : «دخشم».
(٥) كذا فى أ ، ف ، وهو تفاعل من الصلة.
(٦) فى أ : «فيطبون» ، وفى ف : «فيصيبون».