تزعمون ، على أنا نجد ذكره فى التوراة فإن «تبعتموه (١)» صغركم ووضعكم. فنحن أبناء الله وأحباؤه فقال الله ـ تعالى ـ للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا) لليهود (إِنْ زَعَمْتُمْ) يعنى إذ زعمتم (أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ) فى الآخرة (مِنْ دُونِ النَّاسِ) وأحباؤه (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٦ ـ بأنكم أولياؤه وأحباؤه ، وأن الله ليس بمعذبكم ، ثم أخبر عنهم فقال : (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من ذنوبهم وتكذيبهم بالله ورسوله (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) ـ ٧ ـ يعنى اليهود (قُلْ) لهم : يا محمد ، (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) يعنى تكرهونه (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) لا محالة (ثُمَّ تُرَدُّونَ) فى الآخرة (إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) يعنى عالم كل غيب وشاهد كل نجوى (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) يقول إذا نودي إلى الصلاة وال «من (٢)» ها هنا صلة (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) يعنى إذا جلس الإمام على المنبر (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) يقول فامضوا إلى الصلاة المكتوبة (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ) يعنى الصلاة (خَيْرٌ لَكُمْ) من البيع والشراء (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٩ ـ (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) من يوم الجمعة (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) فهذه رخصة بعد النهى وأحل لهم ابتغاء الرزق بعد الصلاة ، فمن شاء خرج إلى تجارة ، ومن شاء لم يفعل ، فذلك قوله : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) يعنى الرزق (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) باللسان (لَعَلَّكُمْ) يعنى لكي (تُفْلِحُونَ) ـ ١٠ ـ قوله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) وذلك أن العير كانت إذا قدمت المدينة
__________________
(١) فى أ : «تبعتموه» ، وفى ف : «نفعتموه».
(٢) «من» فى قوله : (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) يعنى أن لفظ «من» زائد.