ـ ٩ ـ (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ) المواعظ (ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) ـ ١٠ ـ يقول الله ـ تعالى ـ : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) يعنى بتكذيبهم الرسل (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) ـ ١١ ـ يعنى الوقود ، ثم أخبر الله ـ تعالى ـ عن المؤمنين ، وما أعد لهم فى الآخرة فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) ولم يروه ، فآمنوا (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ـ ١٢ ـ يعنى جزاء كبيرا فى الجنة (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ) فى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى القلوب (أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) يعنى أو تكلموا به علانية يعنى به كفار مكة (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ١٣ ـ يعنى بما فى القلوب ، ثم قال : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) يقول أنا خلقت السر فى القلوب ، ألا أكون عالما بما أخلق من السر فى القلوب (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ـ ١٤ ـ يعنى لطف علمه بما فى القلوب ، خبير بما «فيها (١)» من السر والوسوسة ، قوله : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) يقول أثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها (فَامْشُوا) يعنى فمروا (فِي مَناكِبِها) يعنى فى نواحيها وجوانيها آمنين كيف شئتم (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) الحلال (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ـ ١٥ ـ يقول إلى الله [٢٠٤ أ] تبعثون من قبوركم أحياء بعد الموت ، ثم خوف كفار مكة فقال : (أَأَمِنْتُمْ) عقوبة (مَنْ فِي السَّماءِ) يعنى الرب ـ تبارك وتعالى ـ نفسه لأنه فى السماء العليا (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ) ـ ١٦ ـ يعنى فإذا هي تدور بكم إلى الأرض السفلى ، مثل قوله : «يوم تمور السماء مورا» (٣) ، ثم قال :
__________________
(١) فى أ ، ف : والضمير يعود على القلب. والأنسب : فيها ، ليعود على القلوب المذكور قبله.
(٢) سورة الطور : ٩.