(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (ن وَالْقَلَمِ) يعنى بنون الحوت وهو فى «بحر (١)» تحت الأرض السفلى والقلم قلم من نور يكتب به ، طوله كما بين السماء والأرض كتب به اللوح المحفوظ (وَما يَسْطُرُونَ) ـ ١ ـ يقول وما تكتب الملائكة من أعمال بنى آدم ، وذلك حين قال كفار مكة ، أبو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وغيرهم : إن محمدا مجنون ، فأقسم الله ـ تعالى ـ بالحوت والقلم وما يسطرون ـ الملائكة ـ من أعمال بنى آدم ، فقال : (ما أَنْتَ) يا محمد (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) يعنى برحمة ربك (بِمَجْنُونٍ) ـ ٢ ـ (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) ـ ٣ ـ يقول غير منقوص لا يمن به عليك (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ـ ٤ ـ يعنى دين الإسلام (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) ـ ٥ ـ (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) ـ ٦ ـ يعنى سترى يا محمد «ويرى (٢)» أهل مكة إذا نزل بهم العذاب ببدر (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) يعنى المجنون فهذا وعيد ، العذاب ببدر ، القتل وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، ثم قال : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) الهدى (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ـ ٧ ـ من غيره قوله (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) ـ ٨ ـ حين دعى إلى دين آبائه وملتهم ، نظيرها فى سورة الفرقان (٣) ، نزلت هذه الآية فى بنى المغيرة بن عبد الله بن عمرو
__________________
(١) فى أ : «نحر» وفى ب : «بحر».
(٢) فى أ : «ويرون» ، والصواب ما أثبته.
(٣) سورة الفرقان : ٥٢ وتمامها (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً).