أنهم عرفوا الأعلام فعلموا أنهم عقوبة ، فقالوا : (بَلْ نَحْنُ) يعنى ولكن نحن (مَحْرُومُونَ) ـ ٢٧ ـ يقول حرمنا خير هذه الجنة (قالَ أَوْسَطُهُمْ) يعنى أعدلهم قولا ، نظيرها فى سورة البقرة. «... أمة وسطا ...» (١) يعنى عدلا (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) ـ ٢٨ ـ فتقولون إن شاء الله ـ تعالى ـ : (قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ـ ٢٩ ـ (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) ـ ٣٠ ـ يقول يلوم بعضهم بعضا فى منع حقوق المساكين (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ) ـ ٣١ ـ يقول لقد طغينا فى نعمة الله ـ تعالى ـ قالوا : (عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها) يعنى خيرا من جنتنا التي هلكت (إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ) ـ ٣٢ ـ فى الدعاء إليه يقول الله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ) «يعنى هكذا (الْعَذابُ) هلاك جنتهم (٢)» (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) يعنى أعظم مما أصابهم إن لم يتوبوا فى الدنيا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٣ ـ ولما أنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ـ ٣٤ ـ قال كفار مكة للمسلمين إنا نعطى فى الآخرة من الخير أفضل مما تعطون يقول الله ـ عزوجل ـ : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ) فى الآخرة (كَالْمُجْرِمِينَ) ـ ٣٥ ـ فى الخير يقول الله ـ عزوجل ـ : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ـ ٣٦ ـ يعنى تقضون إن هذا الحكم لجور أن تعطوا من الخير فى الآخرة ما يعطى للمسلمين (أَمْ لَكُمْ) يعنى يا أهل مكة (كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) ـ ٣٧ ـ يعنى
__________________
(١) سورة البقرة : ١٤٣ وفيها : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).
(٢) «يعنى هكذا (العذاب) هلاك جنتهم». من ف ، وفى أ : «هكذا معك جنتهم».