تقرأون (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ) أن تعطوا هذا الذي قلتم بأن لكم فى الاخرة : (لَما تَخَيَّرُونَ) ـ ٣٨ ـ قل لهم : يا محمد ، (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا) يعنى ا لكم عهود علينا (بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) يقول «حلفنا (١)» لكم على يمين فهي لكم علينا بالغة لا تنقطع إلى يوم القيامة (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) ـ ٣٩ ـ يعنى ما تقضون لأنفسكم فى الآخرة من الخير (سَلْهُمْ) يا محمد ، (أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) ـ ٤٠ ـ يقول أيهم بذلك كفيل بأن لهم [٢٠٦ أ] فى الآخرة «ما للمسلمين (٢)» من الخير (أَمْ لَهُمْ) يقول ألهم (شُرَكاءُ) يعنى شهداء من غيرهم بالذي يقولون : (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ) يعنى بشهدائهم فيشهدوا لهم بالذي يقولون (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) ـ ٤١ ـ بأن لهم فى الآخرة ما للمسلمين من الخير ، قوله : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يعنى قوله : (... وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) يعنى عن شدة الآخرة (٣) (وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) ـ ٤٢ ـ وذلك أنه تجمد أصلاب الكفار فتكون كالصياصي عظما واحدا مثل صياصي البقر لأنهم لم يسجدوا فى الدنيا (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) عند معاينة النار (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يعنى تغشاهم مذلة (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) يعنى يؤمرون بالصلاة
__________________
(١) فى أ : «جعلنا» ، وفى ف : «حلفنا».
(٢) فى أ : «ما للمسلم» ، وفى ف : «ما للمسلمين».
(٣) كذا فى أ ، ف. وفى القرطبي ص ٧٥٤ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل فى ذلك ، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن فى الهرب ، قال حاتم :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها |
|
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا |
أو يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر وساق الإنسان وتنكيره للتهويل أو للتعظيم وقرئ تكشف بالتاء على بناء المفعول والفاعل ، والفعل للساعة أو الحال.