الخمس (وَهُمْ سالِمُونَ) ـ ٤٣ ـ يقول كانوا معافون فى الدنيا فتصير أصلابهم مثل سفافيد الحديد.
قال مقاتل : قال ابن مسعود فى قوله : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) يعنى فيضيء نور ساقه الأرض ، فذلك قوله (... وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) يعنى نور ساقه اليمين هذا قول عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه (١).
قال مقاتل وقال ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ فى قوله : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) يعنى عن شدة الآخرة ، كقوله : قامت الحرب على ساق ، قال يكشف عن غطاء الآخرة وأهوالها (٢) قوله : (فَذَرْنِي) هذا تهديد (وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ)
__________________
(١) وهب أنه قول عبد الله بن مسعود ، فهل يعفى من قال به من التجسيم والتشبيه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وانظر ما كتبته فى مقدمة هذا التفسير عن : التجسيم عند مقاتل.
(٢) قارن بما نقلته لك عن القرطبي فى تفسير هذه الآية (هامش رقم ١) فى هامش تفسيرها : قبل قليل ، وكلاهما متقارب من بعضه.
قال النسفي فى تفسيره : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) نفس الظروف فليأتوا أو اذكر مضمرا والجمهور على أن الكشف عن الساق عبارة عن شدة الأمر وصعوبة الخطب فمعنى يوم يكشف عن ساق يوم يشتد الأمر ويصعب ولا كشف ثمة ولا ساق ولكن كنى به عن الشدة لأنهم إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق ، وهذا تقول للأقطع الشحيح يده مغلولة ولا يد ثمة ولا غل. وإنما هو كتابة عن البخل. وأما من شبه فليضيق عطفه وقله نظره فى علم البيان ، ولو كان الأمر كما زعم المشبه لكان من حق الساق أن يعرف لأنها ساق معهودة عنده.
وفى تفسير الطبري (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد ثم ذكر من قال ذلك.
ثم ساق الطبري روايات أخرى فى مضمون ما ذهب إليه مقاتل منها ما أسند إلى ابن مسعود ومنها ما أسند إلى أبى سعيد الخدري. منها (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يعنى عن نور عظيم.
ومنها (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا.