ثم عظم الرب نفسه فقال : (رَبُّ الْمَشْرِقِ) يعنى حيث تطلع الشمس (وَ) رب (الْمَغْرِبِ) حيث تغرب الشمس قال ابن عباس : تطلع الشمس عند مدينة يقال لها «جابلقا» (١) لها ألف باب على كل باب منها «ألف حارس (٢)» وهم الذين ذكرهم الله ـ تعالى ـ فى كتابه فقال «... تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا» (٣) وتغرب عند مدينة يقال لها جابرسا لها ألف ألف باب على كل باب «ألف حارس» (٤) فيتصايحون فرقا منها ، فلو لا صياحهم لسمعتم وجبتها إذا هي سقطت ، ثم عظم الرب نفسه فقال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) ـ ٩ ـ هو رب المشرق المغرب ، يعنى يوم يستوي فيه الليل والنهار ، فذلك اليوم «اثنتا عشرة ساعة (٥)» ، وتلك الليلة «اثنتا عشرة ساعة (٦)» فمشرق ذلك اليوم «فى برج (٧)» الميزان ومغربه ، (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فوحد الرب نفسه (فَاتَّخِذْهُ) [٢١٣ ب] «وكيلا» يقول اتخذ الرب وليا (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) من تكذيبهم إياه بالعذاب ومن الأذى (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) ـ ١٠ ـ يعنى اعتزلهم اعتزالا جميلا حسنا ، نسختها آية السيف فى براءة (٨) (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) يقول خل بيني وبين بنى المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فإن لي فيهم نقمة
__________________
(١) فى أ : «حاملفا» ، وفى ف : «جابلقا».
(٢) فى أ : «ألفى حرس» ، وفى ف : «ألف حارس».
(٣) سورة الكهف : ٩٠ ، وتمامها : (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً).
(٤) فى أ : «ألف حرس ، وفى ف : «ألف حارس».
(٥) فى أ ، ف : «اثنا عشر ساعة» والصواب ما أثبته.
(٦) فى أ ، ف : «اثنا عشر ساعة» والصواب ما أثبته.
(٧) فى أ : «فى برج» ، وفى ف : «برج يسمى».
(٨) سورة التوبة : ٥.