من حر النار ، «ولو لا (١) ذلك» لم يطيقوا دخول النار طرفة عين فلما قال الله : عليها تسعة عشر قال أبو جهل ابن هشام : يا معشر قريش ، ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر ، ويزعم أنهم خزنة جهنم يخوفكم [٢١٦ ب] بتسعة عشر وأنتم «ألدهم (٢)» أيعجز كل مائة منكم أن تبطش بواحد منهم ، «فيخرجوا (٣)» منها. وقال أبو الأشدين اسمه أسيد بن «كلدة (٤)» ابن خلف الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر ، أحمل منهم عشرة على ظهري ، وسبعة على صدري ، واكفوني منهم اثنين ، وكان شديدا فسمى أبا الأشدين لشدته «بدلك (٥)» سمى وكنيته أبو الأعور ، قال الله ـ تعالى ـ : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً) يعنى خزان النار (وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ) يعنى قلتهم (إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) حين قال أبو الأشدين وأبو جهل ما قالا فأنزل الله ـ تعالى ـ فى قول أبى جهل : ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر ، (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) يقول ما يعلم كثرتهم أحد إلا الله وأنزل الله فى قول أبى الأشدين : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، : («... عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) (٦) ...» (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً) يعنى خزان النار (وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ) يعنى قلتهم (إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى أبا جهل وأبا الأشدين والمستهزئين من قريش ، (لِيَسْتَيْقِنَ) لكي يستيقن (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) يقول ليعلم «مؤمنو (٧)» أهل التوراة أن
__________________
(١) فى أ : «لو لا».
(٢) «ألدهم» : كذا فى أ ، ف
(٣) فى أ : «فيخرجوا» ، وفى ف : «فيخرجون».
(٤) فى أ : «كلام» ، وفى ف : «كلده».
(٥) فى أ : «لذلك» ، وفى ف : بذلك».
(٦) سورة التحريم : ٦.
(٧) فى أ : «مؤمنى» ، وفى ف «مؤمنو».
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٣٢.