(إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) ـ ٢٣ ـ يعنى ينظرون إلى الله ـ تعالى ـ معاينة ، ثم قال ـ جل وعز ـ [٢١٨ ب] : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) ـ ٢٤ ـ يعنى متغيرة اللون (تَظُنُ) يقول تعلم (أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) ـ ٢٥ ـ يقول يفعل بها شر (كَلَّا) لا يؤمن بما ذكر فى أمر القيامة ، ثم قال : (إِذا بَلَغَتِ) الأنفس (التَّراقِيَ) ـ ٢٦ ـ يعنى الحلقوم (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) ـ ٢٧ ـ (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) ـ ٢٨ ـ يعنى وعلم أنه قد يفارق الدنيا (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) ـ ٢٩ ـ يعنى التف أمر الدنيا بالآخرة فصار واحدا كلاهما ، ثم قال : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) ـ ٣٠ ـ يعنى النهاية إلى الله فى الآخرة ليس عنها مرحل ، ثم قال : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) ـ ٣١ ـ يقول فلا صدق أبو جهل بالقرآن ولا صلى لله ـ تعالى ـ (وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ـ ٣٢ ـ يقول ولكن كذب بالقرآن وتولى عن الإيمان يقول أعرض عن الإيمان (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) ـ ٣٣ ـ يقول يتبختر ، وكذلك بنو المغيرة بن عبد الله بن عمر المخزومي إذا مشى أحدهم يختال فى المشي (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) ـ ٣٤ ـ (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) ـ ٣٥ ـ يعنى وعيدا على أثر وعيد وذلك أن أبا جهل تهدد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالقتل وأن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أخذ تلابيب أبى جهل بالبطحاء فدفع فى صدره ، فقال : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ، ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) يعنى أبا جهل حين تهدد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالقتل ، فقال أبو جهل : إليك عنى فإنك لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بى شيئا ، لقد علمت قريش أنى أعز أهل البطحاء وأكرمها ، فبأى ذلك تخوفني يا بن أبى كبشة ، ثم انسل ذاهبا إلى منزله ، فذلك قوله : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٣٣