ثم تمطر وتخرج الريح والمطر جميعا من خلل السحاب ، قال : (لِنُخْرِجَ بِهِ) يعنى بالمطر (حَبًّا) يعنى بالحبوب كل شيء يزرع ويحصد من البر والشعير والسمسم ونحوها من الحبوب ، قال : (وَنَباتاً) ـ ١٥ ـ يعنى كل شيء ينبت فى الجبال والصحارى من الشجر والكلأ فذلك النبات ، وهي تنبت عاما بعام من قبل نفسها ، (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) ـ ١٦ ـ يعنى وبساتين ملتفة بعضها إلى بعض من كثرة الشجر ، فقال : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) يعنى يوم القضاء ـ وهو يوم القيامة ـ بين الخلائق (كانَ مِيقاتاً) ـ ١٧ ـ يعنى كان ميقات الكافر ، وذلك أنهم كانوا يقولون : «... متى هذا الوعد إن كنتم صادقين» (١) فأنزل الله ـ عزوجل ـ يخبرهم بأن ميقات ذلك اليوم كائن يوم الفصل ـ يا معشر الكفار ـ فتجازون ما وعدكم على ألسنة الرسل ، ثم أخبرهم أيضا فقال : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) وذلك أن إسرافيل ـ عليهالسلام ـ ينفخ فيها فيقول : أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق المتقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، وأيتها الأشعار الساقطة ، اجتمعن «لننفخ (٢)» فيكم أرواحكم ، ونجازيكم بأعمالكم ، ويديم «الملك (٣)» الصوت ، فتجتمع الأرواح كلها فى القرن ، والقرن طوله طول السموات والأرض ، فتخرج أرواحهم مثل النحل سود وبيض شقي وسعيد ، أرواح المؤمنين ، بيض كأمثال النحل من السماء إلى واد بدمشق يقال له الجابية ، وتخرج أرواح الكفار من الأرض السفلى سود إلى واد بحضرموت يقال له
__________________
(١) سورة يس : ٤٨.
(٢) فى أ : «لأنفخ» ، وفى ف : «لتنفخ».
(٣) فى أ : «تلك» ، وفى ف : «الملك».