واحدة من إسرافيل ـ عليهالسلام ـ فيسمعونها وهم فى بطن الأرض أمواتا «لا يثنيها (١)» (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) ـ ١٤ ـ يعنى الأرض الجديدة التي تبسط على هذه الأرض ، فيسلها الله ـ عزوجل ـ من تحتها كما يسل الثوب الخلق البالي ، فذلك قوله : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) يقول بالأرض الأخرى واسمها الساهرة.
قوله : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) ـ ١٥ ـ قبل هذا (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) يقول بالوادي المطهر اسمه (طُوىً) ـ ١٦ ـ لأن الله ـ عزوجل ـ طوى عليه القدس ، وكان نداؤه إياه أنه قال : يا موسى فناداه من الشجرة ، وهي «الشمران (٢)» ، فقال : يا موسى إنى أنا ربك ، يا موسى (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) ـ ١٧ ـ يقول إنه قد بلغ من طغيانه أنه عبد ، «وفى قراءة ابن مسعود (٣)» «طغى» لأنه لم يعبد صنما قط ولكنه دعا الناس إلى عبادته ، فذلك قوله : (إِنَّهُ طَغى) (٤) (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) ـ ١٨ ـ يقول هل لك أن تصلح ما قد أفسدت ، يقول وأدعوك لتوحيد الله (وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ) إلى عظمته (فَتَخْشى) ـ ١٩ ـ يخبر الله ـ عزوجل ـ محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بخبره ، قال له فرعون : وما هي؟ قال : (فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) ـ ٢٠ ـ وهي اليد والعصا أخرج يده بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر ، فكانت اليد أعظم وأعجب من العصا من غير سوء يعنى
__________________
(١) «لا يثنيها» : من ف ، وليست فى أ.
(٢) فى أ : «السمران». وفى ف : «الشمران».
(٣) «وفى قراءة ابن مسعود» : من ف ، وفى أ : «وفى قوله».
(٤) فى حاشية أ : «اختلفوا هل عبد فرعون صنما ، أو شيئا كان فى عنقه ، أو غير ذلك ، أو لم يعبد شيئا».