ـ عزوجل ـ بالشفق ، والليل وما وسق ، والقمر إذا اتسق (لَتَرْكَبُنَ) : هذا العبد (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ـ ١٩ ـ يقول حالا بعد حال يقول خلقا من نطفة ، ثم صارت النطفة علقة ، ثم صارت العلقة مضغة ، ثم صارت إنسانا ميتا ، فى بطن أمه ، حتى نفخ فيه الروح ، ثم صار إنسانا حيا ، ثم أخرجه الله ـ تعالى ـ من بطن أمه ، فكان طفلا ، ثم يبلغ أشده ، ثم شاخ وكبر ، ثم مات ولبث فى قبره [٢٣٥ أ] حتى صار ترابا ، ثم أنشأه الله ـ عزوجل ـ بعد ذلك يوم القيامة ، قال : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٢٠ ـ بالبعث. «وقد كانوا من قبل هذا الذي وصفته (١)» (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) ـ ٢١ ـ وذلك أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قرأ ذات يوم «... واسجد واقترب» (٢) فسجد وسجد المؤمنون معه ، وكانت قريش يصفقون فوق رؤوسهم ويصفرون وكان الذي يصفر قريب القرابة من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فذلك قوله «وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية» (٣) فلما سجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يسجدوا وسخروا منه ، وكان إذا قرأ آذوه بالصفير والتصفيق ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ، وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) ثم قال : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) يقول لكن الذين كفروا (يُكَذِّبُونَ) ـ ٢٢ ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) ـ ٢٣ ـ يقول بما يجمعون عليه من الإثم والفسوق (فَبَشِّرْهُمْ) يا محمد (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ـ ٢٤ ـ يقول عذاب وجيع لأهل مكة كلهم ، ثم استثنى لعلم قد سبق فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ـ ٢٥ ـ.
__________________
(١) فى أ : وكانوا من قبل هذا الذي وصفته ، والمثبت من ف.
(٢) سورة العلق : ٣٥.
(٣) سورة الأنفال : ٣٥.