فيقول : أما تعرفوني؟ قالوا : لا والله ، فيقول : أنا الأسود بن عبد «الأسد (١)» ، فينادى بأعلى صوته فيقول : «... يا ليتني لم أوت كتابيه ، ولم أدر ما حسابيه ، يا ليتها كانت القاضية ، ما أغنى عني ماليه» (٢).
يقول يا ليت كان الموت أن أموت فأستريح من هذا البلاء ، هلك عنى حجتي اليوم ، ثم يقول الويل ، فيبشر أخوه المؤمنين ، ويبشر هذا الكفار ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) ـ ١٠ ـ (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) ـ ١١ ـ (وَيَصْلى سَعِيراً) ـ ١٢ ـ يقول يدعو بالويل ويدخل النار ، يقول : (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً) ـ ١٣ ـ يقول فى قومه كريما ، قال فيذله الله ـ عزوجل ـ يوم القيامة ، قال : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) ـ ١٤ ـ يقول أن لن يبعث ، الله ـ تعالى ـ : (بَلى «إِنَ) (٣) (» رَبَّهُ كانَ) يقول الذي خلقه (بِهِ بَصِيراً) ـ ١٥ ـ إنه شهيد لعمله ، ثم أقسم الرب ـ عزوجل ـ فقال : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) ـ ١٦ ـ فأما الشفق فهو الضوء الذي يكون بعد غروب الشمس إلى أن تغيب ، قال : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) ـ ١٧ ـ يقول «ما ساق (٤)» من الظلمة (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) ـ ١٨ ـ فى ليلة «ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة (٥)» ، فهن البيض ، فهو يستوي فى الشهر ثلاث ليال يشتد ضوءه ، ويجتمع من «ثلاث عشرة (٦)» ، فأقسم الله
__________________
(١) فى أ : «الأسود» ، وفى ف : «الأسد».
(٢) سورة الحاقة : ٢٥ ـ ٢٨.
(٣) فى أ : «أنه».
(٤) فى أ ، ف : «ساق».
(٥) فى أ : «ليلة ثلاثة عشر ، وأربعة عشر ، وخمسة عشر».
(٦) فى أ ، ف : «ثلاثة عشر».