قال : أنا أعرف هذا ، لعنه الله ، فتجيء اللعنة من عند الله ـ عزوجل ـ ، حتى تقع عليه ، فيلطخ باللعنة ، فيصير جسده مسيرة شهر فى طول مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، ورأسه مثل الأقرع ، وهو جبل عظيم بالشام وأنيابه مثل أحد ، وحدقتاه مثل جبل [٢٣٤ ب] حراء ، الذي بمكة ، ومنخره مثل «الووقين (١)» وهما جبلان ، وشعره فى الكثرة مثل الأجمة ، وفى الطول مثل القصب ، وفى الغلظ مثل الرماح ، «ويوضع (٢)» على رأسه تاج من نار ، ويلبس جبة من نحاس ذائب ، ويقلد «حجرا (٣)» من كبريت ، مثل الجبل «تشتعل (٤)» فيه النار ، وتغل يداه إلى عنقه ، ويسود وجهه ، وهو أشد سوادا من القبر ، فى ليلة مظلمة ، وتزرق عيناه : فيرجع إلى إخوانه ، فأول ما يرونه يفزع منه الخلائق حتى «يمسكوا (٥)» على آنافهم من شدة نتنه ، فيقولون : لقد أهان الله هذا العبد ، لقد أخزى الله هذا العبد ، فينظرون إلى كتابه ، فإذا سيئاته ظاهرة وليس له من الحسنات شيء. يقولون : أما كان لهذا العبد فى الله ـ عزوجل ـ حاجة ، «ولا خافه (٦)» يوما قط ، ولا ساعة ، فحق «لهذا (٧)» العبد ، إذ «أخزاه (٨)» الله وعذبه ، «فتلعنه الملائكة أجمعون (٩)» ، «فإذا رجع إلى الموقف لم يعرفه أصحابه (١٠) ،
__________________
(١) الورقين : مثنية ورق وهو اسم لجبل.
وفى أ : «مثل الورقان وهما جبلان» ، وفيه خطأ نحوي فإن الورقين مثنى مضاف إليه مجرور بالباء
(٢) فى أ : «فيوضع».
(٣) فى أ : «حجر».
(٤) فى أ : «تشعل».
(٥) فى أ : «يمسكون».
(٦) فى أ : «لا حاجة» ، وفى ف : «ولا خافه».
(٧) فى أ : «هذا» ، وفى ف : «لهذا».
(٨) فى أ : «أخزاه» ، وفى ف : «جزاء».
(٩) «فتلعنه الملائكة أجمعون» : من ف ، وليست فى أ.
(١٠) «فإذا رجع إلى الموقف لم يعرفه أصحابه» : من ف ، وليست فى أ.