ـ ٩ ـ يوم تختبر السرائر كل سريرة من الذنوب عملها ابن آدم ، فلم يطلع عليها أحد إلا الله من الصوم ، والصلاة ، والاغتسال من الجنابة ، والري سرا فيخبره فيفتضح يومئذ صاحبه (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ) : يمتنع من الله بقوته (وَلا) له (ناصِرٍ) ـ ١٠ ـ ينصره من الله ـ تعالى ـ ، ثم أقسم الله ـ تعالى ـ فقال : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) ـ ١١ ـ ذات المطر (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) ـ ١٢ ـ بالنبات (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) ـ ١٣ ـ يقول إن الذي وصفته فى هذه السورة لقول فصل ، يقول لهو قول الحق ، ثم قال : (وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) ـ ١٤ ـ يقول وما هو باللعب ، ثم انقطع الكلام ، وأما قوله : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) ـ ١٥ ـ (وَأَكِيدُ كَيْداً) ـ ١٦ ـ (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) ـ ١٧ ـ فإنهم لما رأوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد أظهر الإيمان ، وآمن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ، فلما آمن عمر ، قال بعضهم لبعض : ما نرى أمر محمد إلا يزداد يوما بيوم ، ونحن فى نقصان لا شك ، لأنه والله يفوق جمعنا وجماعتنا ، ويكثر ونقل ولا شك ، إلا أنه سيغلبنا فيخرجنا من أرضنا ، ولكن قوموا بنا حتى نستشير فى أمره فدخلوا دار الندوة منهم عتبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة ، وأبو البختري بن هشام ، وعمرو بن عمير بن مسعود الثقفي ، فلما دخلوا دخل معهم إبليس فى صورة رجل شيخ فنظروا إليه فقالوا : يا شيخ من أدخلك علينا؟ ومن أنت؟ قد علمت أنا قد دخلنا هاهنا فى أمر ما نريد أن يعلم به أحد. قال إبليس : إنى والله ، لست من أرض تهامة ، وإنى رجل من الأزد ، ويقال من نجد قدمت من اليمن ، وأنا أريد العراق ، فى طلب حاجة ، ولكني رأيتكم حسنة وجوهكم ، طيبة رائحتكم فأحببت أن أستريح وأسمع من أحاديثكم [٢٣٧ أ]. فقال بعضهم لبعض : لا بأس علينا منه إنه والله ، ليس من أرض تهامة. قالوا :