يا شيخ ، أغلق الباب وأجلس.
فقال أبو جهل بن هشام ، ما تقولون فى هذا الرجل الذي قد خالف ديننا وسب آلهتنا ، ويدعو إلى غير ديننا وليس يزداد أمره إلا كثرة ونحن فى قلة وينبغي لنا أن نحتال؟
ثم قال : يا عمرو بن عمير ما تقول فيه؟
قال عمرو : رأيى فيه أن نردفه على بعير فنشد وثاقه فنخرجه من الحرم فيكون شره على غيرنا.
قال إبليس : عند ذلك بئس الرأى رأيت يا شيخ ، تعمد إلى رجل قد ارتكب منكم ما قد ارتكب وهو أمر عظيم فتطردونه فلا شك أنه يذهب فيجمع جموعا فيخرجكم من أرضكم.
قالوا : ما تقول يا أبا البختري؟ قال : أما والله ، إن رأيى فيه ثابت. قالوا : ما هو؟. قال : ندخله فى بيت فنسد بابه عليه ، ونترك له ثلمة قدر ما يتناول «منه (١)» طعامه وشرابه ونتربص به إلى أن يموت.
«قال (٢)» إبليس عند ذلك : بئس والله ، الرأى رأيت يا شيخ تعمدون إلى رجل هو عدو لكم فتربونه (٣) فلا شك أن يغضب له قومه فيقاتلونكم حتى يخرجوه من أيديكم فما لكم وللشر؟ قالوا : صدق والله فما تقول يا أبا جهل؟ قال : تعمدون إلى كل بطن من قريش فنختار منهم رجالا فنمكنها من السيوف ويمشون
__________________
(١) فى أ ، ف : «منه» ، أى من المتروك ، والأنسب : «منها».
(٢) من «قال إبليس» السابقة ، إلى هذه ساقط من ف ، وهو من أ.
(٣) أى فتشتغلون بإطعامه وتربيته.