(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ـ ١ ـ يقول ـ سبحانه ـ نزه اسم ربك الأعلى ، يقول نزهه من الشرك بشهادة أن لا إله إلا الله ، فذلك قوله : «الأعلى» ، قال : (الَّذِي خَلَقَ) الإنسان فى بطن أمه من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، قال : (فَسَوَّى) ـ ٢ ـ يقول فسوى خلقه (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) ـ ٣ ـ يقول الذي قدر الولد فى بطن أمه تسعة أشهر ، فلما بلغ الوقت هداه للخروج من بطن أمه ، وأيضا قوله : (قَدَّرَ فَهَدى) يعنى قدر الذكر والأنثى فعلمه ، كيف يأتيها؟ وكيف تأتيه؟ وأما قوله : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) ـ ٤ ـ (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) ـ ٥ ـ بصنعه يقول الذي أخرج الحشيش والكلأ فى الشتاء ، فتراه رطبا فيجعله بعد الرطوبة والخضرة إلى اليبوسة (١) ، قوله : (سَنُقْرِئُكَ) القرآن يا محمد نجمعه فى قلبك (فَلا تَنْسى) ـ ٦ ـ فلا تنساه أبدا ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) يعنى إلا ما شاء الله فينسخها ، ويأت بخير منها ، ثم قال : (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) (٢) ـ ٧ ـ (يَعْلَمُ الْجَهْرَ) من القول والفعل (وَما يَخْفى) منهما.
(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) ـ ٨ ـ يقول ونبدلك مكان آية بأيسر منها ، ثم قال : (فَذَكِّرْ) يا محمد يقول اذكر بشهادة أن لا إله إلا الله (إِنْ) يعنى قد (نَفَعَتِ الذِّكْرى) ـ ٩ ـ شهادة أن لا أن لا إله إلا الله ، الذين من قبلك قال : (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى)
__________________
(١) فى الجلالين : (غثاء) جافا هشيما ، (أحوى) أسود يابسا.
(٢) (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) : ساقط من أ ، وتفسيره من الجلالين.