بين مكة والمدينة (فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ «بِأَلْسِنَتِهِمْ») (١) يعنى يتكلمون بألسنتهم (ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) من أمر الاستغفار لا يبالون استغفر لهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أم لا (قُلْ) لهم يا محمد : (فَمَنْ يَمْلِكُ) يعنى فمن يقدر (لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) نظيرها فى الأحزاب (٢) (إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا) يعنى الهزيمة (أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً) يعنى الفتح والنصر يعنى حين يقول : فمن يملك دفع الضر عنكم ، أو منع النفع غير الله بل الله يملك ذلك كله ، ثم استأنف (بَلْ كانَ اللهُ بِما «تَعْمَلُونَ») (٣) (خَبِيراً) ـ ١١ ـ «فى تخلفكم (٤)» وقولكم إن محمدا وأصحابه كلفوا شيئا لا يطيقونه ، ولا يرجعون أبدا ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مر بهم فاستنفرهم ، فقال بعضهم لبعض : إن محمدا وأصحابه أكلة رأس لأهل مكة لا يرجع هو وأصحابه أبدا فأين تذهبون؟ أتقتلون أنفسكم؟ انتظروا حتى تنظروا ما يكون من أمره ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ لقولهم له قالوا : («شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا» بَلْ) منعكم من السير أنكم (ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ) يقول أن لن يرجع الرسول (وَالْمُؤْمِنُونَ) من الحديبية (إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً) [١٦١ ب] (وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) يقول فبئس ما ظنوا ظن السوء حين زين لهم فى قلوبهم واياسهم أن محمدا وأصحابه لا يرجعون أبدا نظيرها فى الأحزاب (... وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (٥) يعنى الإياسة من النصير ، فقال الله ـ تعالى ـ : (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) ـ ١٢ ـ يعنى هلكى بلغة عمان ، مثل قوله : (... وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (٦) أى دار الهلاك
__________________
(١) فى الأصل : بأفواههم.
(٢) فى أ : «يعملون».
(٣) يشير إلى الآية ٥٢ من سورة الأحزاب (... إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ ...).
(٤) فى أ : «فى تخلفهم».
(٥) فى سورة الأحزاب : ١٠.
(٦) سورة إبراهيم : ٢٨.