ومثل قوله : (... تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) (١) يعنى لن تهلك (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) يعنى بصدق بتوحيد الله (وَرَسُولِهِ) (٢) محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَإِنَّا أَعْتَدْنا) فى الآخرة (لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) ـ ١٣ ـ يعنى وقودا ، فعظم نفسه وأخبر أنه غنى عن عباده ، فقال : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً) لذنوب المؤمنين (رَحِيماً) ـ ١٤ ـ بهم (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) عن الحديبية مخافة القتل (إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها) يعنى غنائم خيبر (ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ) إلى خيبر ، وكان الله ـ تعالى ـ وعد نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالحديبية أن يفتح عليه خيبر ، «ونهاه عن أن يسير» (٣) معه أحد من المتخلفين فلما رجع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الحديبية يريد خيبر قال المخلفون : ذرونا نتبعكم فنصيب معكم من الغنائم. فقال الله ـ تعالى ـ : (يُرِيدُونَ أَنْ «يُبَدِّلُوا») (٤) (كَلامَ اللهِ) يعنى أن «يغيروا» كلام الله الذي أمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، «وهو» (٥) ألا يسير معه أحد منهم (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ) يعنى هكذا (قالَ اللهُ) بالحديبية (مِنْ قَبْلُ) خيبر أن لا تتبغونا (فَسَيَقُولُونَ) (٦) للمؤمنين إن الله لم ينهكم (بَلْ تَحْسُدُونَنا) بل منعكم الحسد أن نصيب معكم الغنائم ، ثم قال : (بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ) النهى من الله (إِلَّا قَلِيلاً) ـ ١٥ ـ منهم ، ثم قال : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ) عن الحديبية مخافة القتل (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يعنى أهل اليمامة يعنى بنى حنيفة : مسيلمة بن حبيب الكذاب الحنفي وقومه ،
__________________
(١) سورة فاطر : ٢٩.
(٢) فى أ : «وبرسوله».
(٣) فى أ : «ونهاه أن يسير».
(٤) فى الأصل : «يغيروا».
(٥) «وهو» : زيادة اقتضاها السياق.
(٦) فى أزيادة : «فسيقولون».