الله عليه وسلم ـ ومن بعده إلى يوم القيامة (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) يعنى غنيمة خيبر (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) يعنى خلفاء أهل خيبر أسد وغطفان جاءوا لينصروا أهل خيبر ، وذلك أن مالك بن عوف النضري ، وعيينة بن حصن الفزاري ومن معهما من أسد وغطفان جاءوا لينصروا أهل خيبر فقذف الله فى قلوبهم الرعب ، فانصرفوا عنهم ، فذلك قوله : (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) يعنى أسد وغطفان (وَلِتَكُونَ) يعنى ولكي تكون هزيمتهم من غير قتال (آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ـ ٢٠ ـ يعنى تزدادون بالإسلام تصديقا مما ترون من عدة الله فى القرآن من الفتح والغنيمة كما قال نظيرها فى المدثر (... وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً ...) (١) يعنى تصديقا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبما جاء به فى خزنة جهنم ، قوله : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) يعنى قوى فارس والروم وغيرها (قَدْ أَحاطَ اللهُ) علمه (بِها) أن يفتحها على يدي المؤمنين (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من القرى (قَدِيراً) ـ ٢١ ـ على فتحها قال : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) منهزمين (ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) ـ ٢٢ ـ يعنى ولا مانعا يمنعهم من الهزيمة يقول كذلك كان («سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ) [١٦٢ ب] (مِنْ قَبْلُ») (٢) كفار مكة حين هزموا ببدر فهؤلاء بمنزلتهم (٣) (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً)
__________________
(١) سورة المدثر : ٣١.
(٢) ورد هذا الجزء من الآية فى الأصل : (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) فأصلحته طبقا للآية فى المصحف.
(٣) فى أسطر مكرر وهو السطر الآتي : يعنى كفار مكة حين هزموا ببدر فهؤلاء بمنزلتهم (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) منهزمين يعنى كفار مكة.