ـ ٢٣ ـ يعنى تحويلا ، ثم قال : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) يعنى كفار مكة يوم الحديبية (بِبَطْنِ مَكَّةَ) يوم الحديبية يعنى ببطن أرض مكة كلها والحرم كله مكة (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) وقد كانوا خرجوا يقاتلون النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فهزمهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالطعن والنبل حتى أدخلهم بيوت مكة (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) ـ ٢٤ ـ ثم قال : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى كفار مكة (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) أن تطوفوا به (وَ) صدوا (الْهَدْيَ) فى عمرتكم يوم الحديبية (مَعْكُوفاً) يعنى محبوسا وكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم أهدى عام الحديبية فى عمرته مائة بدنة ويقال سبعين بدنة فمنعوه (أَنْ يَبْلُغَ) الهدى (مَحِلَّهُ) يعنى منحره ، ثم قال : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ) أنهم مؤمنون (أَنْ تَطَؤُهُمْ) بالقتل بغير علم تعلمونه منهم (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ «بِغَيْرِ عِلْمٍ») (١) يعنى فينالكم من قتلهم عنت فيها تقديم ، لأدخلكم من عامكم هذا مكة (لِيُدْخِلَ) (٢) لكي يدخل (اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) منهم عياش بن أبى ربيعة ، وأبو جندل ابن سهيل بن عمرو ، والوليد بن الوليد بن المغيرة ، وسلمة بن هشام بن المغيرة ، كلهم من قريش وعبد الله بن أسد الثقفي يقول : (لَوْ تَزَيَّلُوا) يقول لو اعتزل «المؤمنون (٣)» الذين بمكة من كفارهم (لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) يعنى كفار مكة (عَذاباً أَلِيماً) ـ ٢٥ ـ يعنى وجيعا وهو القتل بالسيف ، قوله : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) وذلك
__________________
(١) (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : ساقطة من أ.
(٢) فى أ : «لكي يدخل».
(٣) فى الأصل : «المؤمنين».