الله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) من المؤمنين (أَشِدَّاءُ) يعنى غلظاء (عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) يقول متوادين بعضهم لبعض (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) يقول إذا رأيتهم تعرف أنهم أهل ركوع وسجود فى الصلوات (يَبْتَغُونَ فَضْلاً) يعنى رزقا (مِنَ اللهِ وَرِضْواناً) يعنى يطلبون رضى ربهم (سِيماهُمْ) يعنى علامتهم (فِي وُجُوهِهِمْ) الهدى والسمت الحسن (مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) يعنى من أثر الصلاة (ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) يقول ذلك الذي ذكر من نعت أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى التوراة ، ثم ذكر نعتهم فى الإنجيل فقال : (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) يعنى الحلقة وهو النبت الواحد فى أول ما يخرج (فَآزَرَهُ) يعنى فأعانه أصحابه يعنى «الوابلة» (١) التي تنبت حول الساق فآزره كما آزر «الحلقة (٢) [١٦٣ ب] والوابلة» بعضه بعضا فأما شطأه فهو محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خرج وحده كما خرج النبت وحده ، وأما الوابلة التي تنبت حول الشطأة فاجتمعت فهم المؤمنون كانوا فى قلة كما كان أول الزرع دقيقا ، ثم زاد نبت الزرع فغلظ فآزره (فَاسْتَغْلَظَ) كما آزر المؤمنون بعضهم بعضا حتى إذا استغلظوا واستووا على أمرهم كما استغلظ هذا الزرع (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) فكما يعجب الزراع حسن زرعه حين استوى قائما على سوقه ، فكذلك يغيظ الكفار كثرة المؤمنين واجتماعهم ، ثم قال : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى صدقوا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من الأعمال (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) لذنوبهم (وَأَجْراً عَظِيماً) ـ ٢٩ ـ يعنى به الجنة.
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبى قال : قال الهذيل عن محمد بن إسحاق : قال : المعرة. الدية. ويقال الشين.
__________________
(١) كذا فى أ ، ف : «الوابلة».
(٢) فى أ : «الحلقة الوابلة» ، وفى ف : «الحقلة والوابلة».