إلى الله ـ تعالى ـ (آمِنِينَ) من العدو (مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) من أشعاركم (لا تَخافُونَ) عدوكم (فَعَلِمَ) الله أنه يفتح عليهم خيبر قبل ذلك «فعلم» (ما لَمْ تَعْلَمُوا) فذلك قوله : (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ) يعنى قبل ذلك الحلق والتقصير (فَتْحاً قَرِيباً) ـ ٢٧ ـ يعنى غنيمة خيبر وفتحها ، فلما كان فى العام المقبل بعد ما رجع من خيبر أدخله الله هو وأصحابه المسجد الحرام ، فأقاموا «بمكة» (١) ثلاثة أيام فحلقوا وقصروا تصديق رؤيا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ. (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ «رَسُولَهُ) محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (بِالْهُدى) من الضلالة» (٢) (وَدِينِ الْحَقِ) يعنى دين الإسلام لأن كل دين باطل غير الإسلام (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يعنى على ملة أهل الأديان كلها ، ففعل الله ذلك به حتى قتلوا وأقروا بالخراج ، وظهر الإسلام على أهل كل دين (... وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٣) يعنى العرب ، ثم قال (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ـ ٢٨ ـ فلا شاهد أفضل من الله ـ تعالى ـ بأن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رسول الله ، فلما كتبوا الكتاب يوم الحديبية ، وكان كتبه على بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فقال سهيل بن عمرو وحو يطب بن عبد العزى : لا نعرف أنك رسول الله ، ولو عرفنا ذلك لقد ظلمناك إذا حين نمنعك عن دخول بيته. فلما أنكروا أنه رسول الله ، أنزل الله ـ تعالى ـ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى) من الضلال (وَدِينِ الْحَقِّ ...) إلى آخر السورة ، ثم قال ـ تعالى ـ للذين أنكروا أنه رسول
__________________
(١) فى أ : «بها».
(٢) فى أ : (رَسُولَهُ بِالْهُدى) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الضلالة» ، وفى ف : «(بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ) من الضلالة».
(٣) سورة الصف : ٩.