(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم يا محمد (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ـ ١ ـ يعنى أبرهة بن الأشرم اليماني ، وأصحابه ، وذلك أنه كان بعث أبا يكسوم بن أبرهة اليماني الحبشي وهو ابنه ، فى جيش كثيف إلى مكة ومعهم الفيل ليخرب البيت الحرام ، ويجعل الفيل مكان البيت بمكة ، ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة ، وأمره أن يقتل من حال بينه وبين ذلك ، فسار أبو يكسوم بمن معه حتى نزل «بالمعمّس (١)» وهو واد دون الحرم بشيء يسير ، فلما أرادوا أن يسوقوا الفيل إلى مكة لم يدخل الفيل الحرم ، وبرك ، فأمر أبو يكسوم أن يسقوه الخمر ، فسقوه الخمر «ويردونه (٢)» [٢٥١ ب] فى سياقه ، فلما أرادوا أن يسوقوه برك الثانية ، ولم يقم ، وكلما خلوا سبيله ولى راجعا إلى الوجه الذي جاء منه يهرول ، ففزعوا من ذلك وانصرفوا عامهم ذلك ، فلما أن كان بعده بسنة أو «بسنتين (٣)» خرج قوم من قريش فى تجارة إلى أرض النجاشي ، حتى دنوا من ساحل البحر فى «سند (٤)» حقف من أحقافها ببيعة النصارى وتسميها قريش الهيكل ، ويسميها النجاشي وأهله أرضة «ما سر حسان (٥)»
__________________
(١) فى أ : «بالمعميس» ، وفى ف : «بالمعمص».
(٢) فى أ : «ويودوا أنه» ، وفى ف : «ويردونه».
(٣) فى أ : «سنتين» ، وفى ف : «بسنتين».
(٤) فى أ : «سند» ، وفى ف : «سد».
(٥) فى أ : «مايس» ، وفى ف : «ناصر حسان» ، وفى ل : «ماسرحسان».