رجلا نبيلا ، «تستقيم (١)» الأمور برأيه ، وهو أول فاتق ، وأول راتق ، وكان خلا لعبد المطلب ، فقال له عبد المطلب : يا أبا مسعود ، ماذا عندك هذا يوم لا يستغنى عن رأيك ، قال له أبو مسعود : اصعد بنا الجبل حتى نتمكن فيه ، فصعدا الجبل فتمكنا فيه ، فقال أبو مسعود لعبد المطلب : اعمد إلى ما ترى من إبلك فاجعلها حرما لله ، وقلدها نعالا ، ثم أرسلها فى حرم الله ، فلعل بعض هؤلاء السودان أن «يعقروها (٢)» ، فيغضب رب هذا البيت ، فيأخذهم عند غضبه. ففعل ذلك عبد المطلب فعمد القوم إلى تلك الإبل فحملوا عليها وعقروا بعضها ، فقال عبد المطلب عند ذلك ـ وهو يبكى ـ :
يا رب إن العبد يمنع رح |
|
له فامنع حلالك |
«لا يغلبن (٣)» صليبهم ومحا |
|
لهم عدوا محالك |
«فإن كنت (٤) تاركهم» وكع |
|
بتنا فأمر ما بدا لك |
«فلم أسمع بأرجس من رجال |
|
أرادوا (٥) ، العز فانتهكوا حرامك |
ثم دعا عليهم فقال :
اللهم أخز الأسود بن مقصود.
الآخذ الهجمة بعد التقليد.
قبلها إلى طماطم سود.
__________________
(١) فى أ : «تستقسم» ، وفى ف : «تستقيم».
(٢) فى أ ، ف : «يعقرها».
(٣) فى أ : «لا تجعلن» ، وفى ف ، ل : «لا يغلبن».
(٤) «فإن كنت تاركهم» : من ل ، وفى أ ، ف : «فإن تتركهم».
(٥) من ف ، ل ، وفى أ : «فلم أسمع بأرجس من رجال أرادوا».