(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ـ ١ ـ لأنه أكثر أنهار الجنة خيرا ، وذلك النهر عجاج يطرد مثل السهم طينة المسك «الأذفر (١)» ورضراضه الياقوت ، والزبرجد ، واللؤلؤ ، أشد بياضا من الثلج وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، حافتاه قباب الدر المجوف ، كل قبة طولها فرسخ فى فرسخ ، «وعرضها فرسخ فى فرسخ (٢)» عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، فى كل قبة زوجة من الحور العين ، لها سبعون خادما ، «فقال (٣)» رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا جبريل ، ما هذه الخيام؟ «قال (٤)» جبريل ـ عليهالسلام ـ هذه «مساكن (٥)» أزواجك فى الجنة ، يتفجر من الكوثر أربعة أنهار لأهل الجنان التي «ذكر (٦) الله» ـ عزوجل ـ فى سورة محمد (٧) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : الماء ، والحمر ،
__________________
(١) فى أ : «الأدفر» ، وفى ف : «الأذفر» بإعجام الذال.
(٢) فى أ : «وفى عرضها فرسخ فى فرسخ» ، والأنسب ما أثبت والجملة كلها ساقطة من ف.
(٣) فى أ ، ف : «فقال» ، والأنسب : «قال».
(٤) فى أ ، ف : «فقال».
(٥) فى أ : «مسكن» ، وفى ف : «مساكن».
(٦) فى أ ، ف : «ذكر» والمألوف : «ذكرها».
(٧) يشير إلى الآية ١٥ من سورة محمد ، وتمامها : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ...).