واللبن ، والعسل ، ثم قال : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) يعنى الصلوات الخمس (وَانْحَرْ) ـ ٢ ـ البدن يوم النحر فإن المشركين لا يصلون ولا يذبحون لله ـ عزوجل ـ [٢٥٤] (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ـ ٣ ـ وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دخل المسجد الحرام من باب بنى سهم بن عمرو بن هصيص ، وأناس من قريش جلوس فى المسجد فمضى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ولم يجلس حتى خرج من باب الصفا ، فنظروا إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين خرج ولم يروه حين دخل ، ولم يعرفوه ، فتلقاه العاص بن وائل السهمي بن هشام ابن سعد بن سهم على باب الصفا ، وهو (١) يدخل ، وكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «قد (٢)» توفى ابنه عبد الله ، وكان الرجل إذا مات ولم يكن له من بعده ابن يرثه سمى الأبتر فلما انتهى العاص إلى المقام ، قالوا : من الذي تلقاك؟ قال : الأبتر فنزلت (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) يعنى أن مبغضك هو الأبتر يعنى العاص ابن وائل السهمي «هو الذي (٣)» ابتر من الخير ، وأنت يا محمد ستذكر معى إذا ذكرت فرفع الله ـ عزوجل ـ له ذكره فى الناس عامة ، فيذكر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى كل عيد للمسلمين «فى صلواتهم (٤)» ، وفى الآذان ، والإقامة ، وفى كل موطن حتى خطبة النساء ، وخطبة الكلام ، وفى الحاجات.
__________________
(١) الضمير يعود على العاص ، والمعنى بينما كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خارجا من باب الصفا ، كان العاص داخلا.
(٢) «قد» : زيادة اقتضاها السياق.
(٣) فى ف : «الذي هو».
(٤) فى أ : «وفى صلاتهم» ، وفى ف : «فى صلواتهم».