(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، وهو عم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وإنما سمى أبو لهب لأن وجنتيه «كانتا حمراوين ، كأنما يلتهب منهما النار (١)» ، وذلك أنه لما نزلت «وأنذر عشيرتك الأقربين» (٢) يعنى بنى هاشم ، وبنى المطلب ، وهما ابنا عبد مناف بن قصى ، قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا على ، قد أمرت أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فاصنع لي طعاما حتى أدعوهم عليه وأنذرهم. فاشترى على ـ رحمة الله عليه ـ «رجل شاة (٣)» فطبخها وجاء بعس من لبن ، فدعا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بنى هاشم ، وبنى المطلب إلى طعامه ، وهم أربعون رجلا غير رجل ، على رجل شاة ، وعس من لبن ، فأكلوا حتى شبعوا ، وشربوا حتى رووا. فقال أبو لهب : لهذا ما سحركم به ، الرجال «العشرة (٤)» منا يأكلون الجذعة ، ويشربون العس ، وإن محمدا قد أشبعكم أربعين رجلا من رجل شاة ، ورواكم من عس من لبن فلما سمع ذلك منه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شق عليه ، ولم ينذرهم تلك الليلة ، وأمر النبي «عليا (٥)» أن يتخذ لهم ليلة
__________________
(١) الجملة مضطربة فى أ ، ف ، ففي : أ«كانا حمراوين كأنها تلتهب منها النار» ، وفى ف : «كانتا حمراوان كأنها تلهب منهما النار» وفى ل : «كانا حمراوين كأنما يلتهب منهما النار».
(٢) سورة الشعراء : ٢١٤.
(٣) فى أ : «رحل سخلة».
(٤) فى أ ، ف : «العشيرة» ، وفى ل : «العشرة».
(٥) «عليا» : من ف ، وهي ساقطة من أ.